عيد الأضحى 2025 – يوم للمحبة، والفرح، والإيمان

بعد بحث طويل وتخطيط مكثف، حان الوقت أخيرًا
تمكنا هذا العام من إقامة صلاة عيد الأضحى في موقف السيارات التابع لمتجر “إيكيا” – وهو مكان وفر مساحة كافية للعدد الكبير من الزوار. لو أقمنا الصلاة في مقر الجمعية، لكان علينا تنظيم ثلاث أو أربع جولات من الصلاة على الأقل. كان الجهد المطلوب سيكون هائلًا، كما أن ضيق المكان ومراعاة الجيران كانا سيشكلان تحديات كبيرة. لذلك نحن ممتنون جدًا لـ”إيكيا” لأنها – كما في العام الماضي – وفّرت لنا هذا المكان.

منذ الصباح الباكر،
بدأت العائلات، والرجال، والنساء، والأطفال بالتوافد إلى ساحة الصلاة مرتدين أجمل ملابسهم. الألوان الزاهية، الوجوه المشرقة، والأجواء الاحتفالية ملأت المكان. شيئًا فشيئًا امتلأ الموقف. كان المتطوعون من الجمعية في كل مكان، يوجهون الحاضرين، يرحبون بالضيوف، ويحرصون على سير الأمور بسلاسة.

كان الفني المسؤول عن الصوت موجودًا في الموقع منذ ساعات الفجر الأولى – قبل وصول الزوار بوقت طويل. وكان من المقرر أن تكون أجهزة الصوت جاهزة للعمل تمامًا في الساعة 07:00 صباحًا، حتى تتم الصلاة بسلاسة. تم فحص الأجهزة بدقة واختبار الميكروفونات – وكان كل شيء جاهزًا.

ثم تعالت الأصوات:
“الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.”
هذه الكلمات التي يرددها المسلمون في أعيادهم، أصبحت أعلى فأعلى. شارك الجميع. كان المكان مفعمًا بأجواء الوحدة، والإيمان، والفرح.

في تمام الساعة 07:30،
ساد الهدوء. بدأ الإمام بتحية الحاضرين: “السلام عليكم ورحمة الله”. وطلب من الجميع الوقوف، وتشكيل صفوف مستقيمة، وسد الفجوات – حتى لا يُحرم أحد من الصلاة بسبب ضيق المكان. وبعد ترتيب الصفوف، جلس الجميع استعدادًا للصلاة.

تكوّنت صلاة العيد من ركعتين،
تبعتهما خطبة ألقاها الإمام. وبين الصلاة والخطبة، جُمعت تبرعات لصالح الجمعية – وقد كانت روح التضامن والمساعدة واضحة وشديدة.

قصة إبراهيم عليه السلام
في خطبته، ذكّر الإمام بالقصة المؤثرة للنبي إبراهيم عليه السلام، الذي كان مستعدًا، بأمر من الله، أن يضحي بابنه. كانت هذه من أصعب الابتلاءات في حياة إبراهيم – لكنها أظهرت مدى إيمانه العميق، وإخلاصه الكامل، وطاعته المطلقة لله عز وجل. وقبل أن تقع التضحية، أرسل الله كبشًا فداءً لابنه، ورفع عن إبراهيم هذا الابتلاء العظيم. وتعلمنا هذه القصة حتى يومنا هذا: أن الثقة، والإخلاص، والاستعداد للتضحية، من أعلى القيم في الإسلام.

بعد الخطبة، وقف الجميع،
تبادلوا التهاني، وتعانقوا، وتمنّوا لبعضهم عيدًا مباركًا. ضحكات ووجوه سعيدة في كل مكان. الأطفال يلعبون، والأسر والأصدقاء تجمعوا في مجموعات صغيرة يتبادلون التهاني. كان عيدًا ملأ القلوب بالفرح – ويومًا لن ينساه أحد.

شكرًا جزيلًا لكم
يتقدم مجلس إدارة الجمعية بجزيل الشكر لجميع الزائرات والزوار على حضورهم وانضباطهم. وشكر خاص لإيكيا على توفير هذا المكان – فلولا هذه اللفتة الكريمة، لما كان بالإمكان تنظيم عيد بهذه الصورة.

وشكرًا كبيرًا أيضًا لفريق التنظيم: لقد خططتم، وجهزتم، ونسقتم، وصبرتم بلا كلل. لولاكم، لما كان هذا العيد بهذا النجاح – أنتم الأفضل!

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، ويبارك في تبرعاتكم، ويقوّي جماعتنا، ويرزقنا المزيد من هذه الأيام الطيبة.

عيد أضحى مبارك!